أخي أختي في الله السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته..ا
هلم بنا الى مغفرة من الله و جنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين أجرا و ثوابا من الله انه لا يضيع أجر المحسنين..ا
و صلى الله و سلم على أشرف المخلوقين سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات من الله..ا
أما بعد..ا
الحمد لله الدي هدانا لهدا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله الحمد لله ونسال الله ان يهدي الجميع..ا
آمين يا رب..ا
قال سبحانه: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً) (الفرقان:68).
و قال: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (النور:2) .
و قد بدأت الآية بالزانية قبل الزاني لأن الزنى من المرأة أفحش ..ا
و ما في الزنا من نجاسة و خبث أكثر و أغلظ من سائر الذنوب ما دون الشرك ، و ذلك لأنه يفسد القلب و يضعف توحيده جداً ، و لهذا كان أحظى الناس بهذه النجاسة أكثرهم شركاً ..ا
وهنا أستحضر قصة الشاب مع الرسول صلى الله عليه وآله و سلم أعظم درس في ذلك حيث جاءه يستسمحه بكل جرأة و صراحة في الزنا فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا:" مه مه " فقال: (ادنه) فدنا منه قريبا قال: فجلس قال: (أتحبه لأمك؟) قال:" لا والله جعلني الله فداءك" قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال:" لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك" قال: (ولا الناس يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: "لا والله جعلني الله فداءك" قال: (ولا الناس يحبونه لأخواتهم) قال: (أفتحبه لعمتك؟ ) قال: "لا والله جعلني الله فداءك" قال: (ولا الناس يحبونه لعماتهم) قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال:" ولا والله جعلني الله فداءك "قال: (ولا الناس يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه وقال: (اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. [رواه أحمد والطبراني وجوّد إسناده العراقي وصححه الألباني].
فكان الزنا أبغض شيء إلى ذلك الشاب فيما بعد..ا
يا الله يا الله..ا
كم أنت عظيم و رحيم يا حبيبي يا محمد..لنتعلم و لو القليل من أخلاق محمد صلى الله عليه و سلم..ا
المخطئ أحياناً لا يشعر أنه مخطئ، وإذا كان بهذه الحالة وتلك الصفة فمن الصعب أن توجه له لوماً مباشراً وعتاباً قاسياً، وهو يرى أنه مصيب.
إذن لابد أن يشعر أنه مخطئ أولاً حتى يبحث هو عن الصواب؛ لذا لابد أن نزيل الغشاوة عن عينه ليبصر الخطأ..ا
فداك ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الشاب..ا
اللهم اجعلنا على خلق رسولك الكريم
آمين يا ربي
والسلام عليكم