سألت عنك .. إلي أين ذهبت ..
أجابني قائل .. رحل عنك .. رحل بعيدا ..
صرخت : كذبت .. نعم كذبته .. فأنت لن ترحل و تتركني وحيده ..
سألت غيره.. لم يقدر علي الحديث .. نظره حزن تملئ مقلتاه .. هز رأسه و أجابني : صدقي يا فتاتي .. لقــد رحــــل .. رحــــل بعـيــدا بـعــيــدا ..
اطرق الجميع برؤسهم .. صحت فيهم جميعا و لكنه لن يرحل و يتركني وحيده..
لملمت نفسي .. أخذت ما تبقي منيّ .. و رحلت ..
رحلت أبحث عنك .. أتسأل : من رأك ؟
ورحلت .. رحلت أحاول أن أجدك في أي مكان ..
رحلــت .. أسأل عنك في كل يوم يمر ..
رحلــت .. حتي وصلت في ترحالي إلي شاطيء النسيان
واقفة .. مترددة .. فمن دخل اليه لم يخرج إلا و الحزن يملاء عينيه .. و الجرح بين جنبيه .........تخطيت الحاجز .. دخلت .. أمشي ذاهله .. لا شيء علي مراّ البصر سوي رمال و رمال .. وفجأةوجدت رجل طاعن في السن .. أنشق عنه الطريق ..كأنه ظهر من العدم .. استوقفته سائلة من أنت ؟ ..
اجابنــي : أنــــاعـــابــرطريـ ـق.....
سالتــــه : و لماذا انت سعيد هكذا ؟
أجــــاب : لآنني عائد الي أحبائي ..
سألتـــــه : هل رأيت حبيبي ؟ بلهفه أجبني بالله عليك .. هل رأيته ؟؟
نظر اليّ طويلا .. تنهد و قال : نعم رأيته .. كان قــرب البحـــــر
يسير حزينا .. مهموما
سألتــــــه : لماذا يا فتي كل هذا الحزن ؟
بلهفه أسأله : وبماذااجابك ؟
أجابنــــي : رحلت عن محبوبتي .. تركتها دون خطاب .. رحلت دون كلمة
وداع!!
همست علي استحياء و لماذا يا أبتي سمحوا لك بالرجوع و هو الشاب الذي في عنفوانه لا يعود ؟؟؟؟؟
اجاب : يا بنيتي .. ليس بيده .. فهو لا يستطيع ألا أن يلبي .. لقد جفت أوراقه ..
و تساقطت .. فرحــل .. هتف .. ربما استطعتي اللحاق به .. انه قرب البحر يسير .. اذهبي يا فتاتي لربما لحقت به .......
نظرت اليه بأمتنان .. جريت .. و جريت .. هناك من يجذبني .. وقعت .. نظرت حولي تساءلت من أوقعني ؟.. سمعت صوتا .. نظرت حولي فلم أجد أحدا ..
أرتفع الصوت: نحن الرمال التي تسيرين فوقها ..
أنحنيت حتي أقتربت منهم ..
سألتــهم : هل رأيتم حبيبي ؟
أجابوني : كان فوقنا يسير حزينا محني الرأس .. ينتحب بلا صوت و يبكي
بالدمع حتي أدمي قلوبنا ..
ذاهله أسأل يملاء جوارحي حبيبي انا يبكي .. ولماذا ؟
اجابــوا : كان يبكي فراقك يقول هذا طريقنا و ليس باختيارنا .. هتف في
الفراغ إذا حضرت محبوبتي ابلغوها هذا قولوا لها ليته كان بيدي
قالــــوا : هيا انهضي ربما يمكنك اللحاق به ..
وقفت .. جريت الي الامام اهتف بأسمه .. أحاول اللحاق به .. و جريت و في جري تعثرت بحجر .. فوقعت .. حاولت النهوض .. أصطدمت عيناي بعيني موج البحر وجدته ينظر اليّ غاضبا ..
صاح فيّ : امكثي مكانك و قولي ماذا أتي بك الي هنا و ماذا تريدين ؟
أبتسمت له .. فلم يجبني الابتسام .. عابث الوجه ثائرة أمواجه ..تتلاطم في عنف .. دب الخوف في قلبي ..
أجبته بصوت خفيض : جئت أبحث عن حبيبي فهل رأيته ؟
بصوت هـــــادر قال : و مــــاذا تـريــديــــــــن مــنـــــــه ؟
أجبت بصوت فيه رجاء: مازلت أحبه أحبه كثيرا و لا أطيق فراقه ..
نظر اليّ يتأملني مليا .. أستشف الصدق في كلامي .. غض بصره .. تحول صوته الهادر الي صوت شجن تحولت امواجه المتلاطمة الي شلال حزن عميق....
أجابني : نعم .. رأيته و أخذته بعيدا بعيدا............... .
تهـاويــت ..أهز رأسي في عنف غير مصدقة .. برغبة الغارقة تريد أن تتعلق بالاوهام لتنجو أقول .. لا .. لا تقلها .. فأنني أحبه .. ركعت .. أتوسل إليك .. أعده ليّ أنا احبه و لا أطيق فراقه .. تركني لدموعي .. يهم بالرحيل .. أتوسل إليك لا ترحل دون أن تعيده اليّ .. ينسحب موجة وراء الاخري .. تهاويــت .. أنكمشت داخل نفسي .. أحسست بضألتي .. بغربتي .. أهتف به في يأس : لا ترحل .. لا يلتفت اليّ .. اللوعة تكاد تحرقني .. قلبي يتمزق .
قامت ملكة البحار من سباتها تتسأل عن سبب هذا البكاء الحزين ؟
يهم بالاجابه عليها فلا أعطيه الفرصة للرد .. حكيت لها حكايتي .. حن قلبها .. بلل الدمع وجهها قالت : " اّه ه يا فتاتي .. مكتوب عليكم الفراق .. فلقد رحل .. رحل بعيدا .. يا ليت كان بيدي كنت أبقيته قريبا .. يا ليتني أستطيع أرجاعه إليك و لكن فات الأوان" ..
تهاويت .. أحنيت رأسي .. دموعي سالت حتي إلتحمت بها .. الان فقط احست بوجيعتي لا بل أحست بمدي فجيعتي .. نظرت لي ..
قالت : مهلا ربما هناك حل !!
بلهفه و نفاد صبر قلت : " و ما هو هذا اللحل " ..
تراجعت و قالت : " و لكن يا فتاتي هذا الحل لا .. لا .. أنه مؤلم .. مؤلم كثيرا" ..
قلت : " مهما كان فهو أرحم من بعده فأنا لا أطيق فراقه .. تنهدت تنهيده حاره .. و قالت : " الحل هو أن أخذك أنت إليه و أعبر بك حتي تتلاقيان .. فهل توافقين ؟"
وقفت .. طربا .. هللت .. مرحا .. مرحا .. نعم هذا هو الحل .....
قالت : إذا هلمي .. تعالي اليّ .. جريت نحوها .. فاردة ذراعاي .. أحتضنتني .. ضمتني اليها بشده .. أخذتني .. أخذتني بعيدا .. ذاهبه بيّ اليه .. في اعماقها .. داخل مملكتها .. ها هو .. أكاد أراه .. بدأت قسماتواقفا يستقبلني .. كما رأيته اّخر مره .. شاهدني و انا أتيه معها من بعيد .. تهللت أساريره .. فرحا .. فرحا بيّ كثيرا .. تعانقنا .. أحتواني داخل قلبه و قال لي : أخيرا التقينا للأبد .. بلا دموع و بلا أفتراق ..................
____________________ _____