فتوى فضيلة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين
السؤال : فقد انتشر في الآونة الأخيرة الاحتفال بعيد الحب – خاصة بين الطالبات – وهو عيد من أعياد النصارى ، ويكون الزي كاملاً باللون الأحمر الملبس والحذاء ويتبادلن الزهور الحمراء .. نأمل من فضيلتكم بيان حكم الاحتفال بمثل هذا العيد ، وما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور ، والله يحفظكم ويرعاكم ؟
الجواب : الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه :
الأول : أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة .
الثاني : أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح – رضي الله عنهم – فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وأن لايكون إمعة يتبع كل ناعق .
أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر وما بطن وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه .
كتبه / محمد الصالح العثيمين في 5/11/1420هـ .
نماذج من تأثر المسلمين بهذا العيد
" لفيف من البنات دخلن قاعات المحاضرات في ذلك اليوم و قد ارتدت كل واحدة منهن ثوبا أحمر و ألصقت على وجهها رسوما لقلوب حمراء بعد أن وضعت مساحيق التجميل الحمراء على وجهها ، وبدأن يتبادلن الهدايا ذات اللون الاحمر مع القبلات الحارة ، هذا ما حدث في أكثر من جامعة في بلد إسلامي بل و في جامعة إسلامية احتفالا بعيد الحب أو بالأحرى عيد القسيس فالنتاين .
المدارس الثانوية في ذلك اليوم فوجئت بكثير من الطالبات قد احضرن ورودا حمراء من النوع الفاخر و صبغن وجوههن. بمساحيق تجميل ذات اللون الأحمر و ارتدين أقراطا حمراء و أخذن يتبادلن الهدايا و.عبارات الغرام الساخنة فيما بينهن احتفالا بهذا العيد .تشير الموسوعة العربية إلى أن لعيد فالنتاين طقوسا خاصة منها طباعة أشعار العاطفة و الحب على البطاقات و توزيعها على الأقارب و من يحب ، و بعضهم يرسم صورا ضاحكة على هذه البطاقات و كثيرا ما يكتب عليها ( كن فالنتانيا ) ، و كثيرا ما تعقد حفلات نهارية راقصة على طريقتهم ، و مازال الأوربيون يحتفلون بهذا اليوم ، ففي بريطانيا بلغت مبيعات الزهور في ذلك اليوم 22 مليون جنيه إسترليني ، ويزداد الإقبال على الشوكولاته ، وتعرض الشركات على مواقعها في الإنترنت رسائل مجانية بهذه المناسبة ترويجا لموقعها .
انتقل عيد فالنتاين إلى عدد من البلاد العربية و الإسلامية بل إلى موطن الإسلام ( جزيرة العرب ) و إلى مجتمعات كنا نظنها بعيدة عن هذا الخبل ، ففي الرياض ارتفع سعر الورود في هذا اليوم بشكل جنوني فبلغ ثمن الوردة الواحدة 36 ريالا ( 10 دولارات ) بعد أن كان لا يتجاوز 5 ريالات ، و تنافست محلات الهدايا و الكروت في تصميم كروت و هدايا لهذه المناسبة ، و قامت بعض العائلات بتعليق الورود الحمراء على نوافذ المنزل في ذلك اليوم .
و في الكويت نظمت العديد من المراكز التجارية و الفنادق احتفالات خاصة بمناسبة عيد الحب ، فاكتست غالبية المحلات و المجمعات التجارية باللون الأحمر و انتشرت البالونات و الألعاب و الدمي ...
في أحد المطاعم الكويتية الفاخرة وتمشيا مع عادات عيد الحب و أساطير الوثنية عرض المطعم مشهدا تمثيليا لشخصية ( كيوبيد ) صنم الحب في الأساطير الرومانية و هو شبه عار مع قوسه و سهمه كما قام هذا الممثل مع وصيفاته باختيار مسز و مستر فالنتاين من بين الحضور ، أما مطاعم الدخل المحدود فقد احتفلت بهذا اليوم بطريقتها الخاصة حيث قام بعض المحلات بتغيير الأطباق العادية إلى أطباق على شكل قلوب و أبدلت مفارش الطاولات باللون الاحمر كما وضعت وردة حمراء في كل طاولة ليقدمها المحب إلى حبيبته .
أبرز تقاليع عيد الحب عرضها صاحب أحد محلات الهدايا في الكويت إذ قام باستيراد أرانب فرنسية ( حية ) صغيرة الحجم ذات عيون حمراء وقام بوضع ربطة عنق على رقاب هذه الأرانب و وضعها في علب صغيرة لتقدم هدية .
حكم الشرع
قال شيخ الإسلام : و لا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم " أي الكفار " في العيد لأن ذلك إعانة على المنكر .
و مما جاء في بيان اللجنة الدائمة للإفتاء : لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم ، و من ذلك إشهار أعياد هم و إعلانها و لا الدعوة إليها بأي وسيلة و لا يجوز أيضا حضورها ، و لا المشاركة فيها و لا الاعانة عليها بأي شيئ كان ، لأنها إثم و مجاوزة لحدود الله ، و الله يقول (( و لا تعاونوا على الإثم و العدوان ، و اتقوا الله ان الله شديد العقاب ))
من أين جاء عيد الحب؟ - كتبه / إبراهيم بن محمد الحقيل
قصته ، شعائره ، ُحكمه:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فإن الله سبحانه وتعالى اختار لنا الإسلام دينا كما قال تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) (آل عمران: 19) ولن يقبل الله تعالى من أحد دينا سواه كما قال تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (آل عمران: 85)وقال النبي صلى الله عليه وسلم (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) (رواه مسلم 153). وجميع الأديان الموجودة في هذا العصر سوى دين الإسلام أديان باطلة لا تقرب إلى الله تعالى، بل إنها لا تزيد العبد إلا بعدا منه سبحانه وتعالى بحسب ما فيها من ضلال.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن فئاما من أمته سيتبعون أعداء الله تعالى في بعض شعائرهم وعاداتهم ، وذلك في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى، قال: فمن؟! ) (أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم 8/151 . ومسلم في العلم باب اتباع سنن اليهود والنصارى 4/2054).
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانية كان في أمتي مثله) أخرجه الحاكم 1/129.
وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وانتشر في الأزمنة الأخيرة في كثير من البلاد الإسلامية إذ اتبع كثير من المسلمين أعداء الله تعالى في كثير من عاداتهم وسلوكياتهم وقلدوهم في بعض شعائرهم، واحتفلوا بأعيادهم.
وكان ذلك نتيجة للفتح المادي، والتطور العمراني الذي فتح الله به على البشرية، وكان قصب السبق فيه في الأزمنة المتأخرة للبلاد الغربية النصرانية العلمانية، مما كان سببا في افتتان كثير من المسلمين بذلك لا سيما مع ضعف الديانة في القلوب، وفشو الجهل بأحكام الشريعة بين الناس.
وزاد الأمر سوءا الانفتاح الإعلامي بين كافة الشعوب حتى غدت شعائر الكفار وعاداتهم تنقل مزخرفة مبهرجة بالصوت والصورة الحية من بلادهم إلى بلاد المسلمين عبر الفضائيات والشبكة العالمية -الانترنت- فاغتر بزخرفها كثير من المسلمين.
وفي السنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة بين كثير من شباب المسلمين -ذكورا وإناثا- لا تبشر بخير، تمثلت في تقليدهم للنصارى في الاحتفال بعيد الحب. مما كان داعيا لأولي العلم والدعوة أن يبينوا شريعة الله تعالى في ذلك. نصيحة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم حتى يكون المسلم على بينة من أمره ولئلا يقع فيما يخل بعقيدته التي أنعم الله بها عليه.
وهذا عرض مختصر لأصل هذا العيد ونشأته والمقصود منه، وما يجب على المسلم تجاهه.
قصة عيد الحب
يعتبر عيد الحب من أعياد الرومان الوثنيين، إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على سبعة عشر قرنا. وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي.
ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان، وعند ورثتهم من النصارى، ومن أشهر هذه الأساطير: أن الرومان كانوا يعتقدون أن (رومليوس) مؤسس مدينة (روما) أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر.
فكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر فبراير من كل عام احتفالا كبيرا وكان من مراسيمه أن يذبح فيه كلب وعنزة، ويدهن شابان مفتولا العضلات جسميهما بدم الكلب والعنزة، ثم يغسلان الدم باللبن، وبعد ذلك يسير موكب عظيم يكون الشابان في مقدمته يطوف الطرقات. ومع الشابين قطعتان من الجلد يلطخان بهما كل من صادفهما، وكان النساء الروميات يتعرضن لتلك اللطمات مرحبات، لاعتقادهن بأنها تمنع العقم وتشفيه